شباب من رواد الأعمال العرب يستقون الإلهام من نجاح دبي
ساعدت سمعة دبي كمركز عالمي للابتكار على جعلها الوجهة الأشهر في المنطقة بين جموع الشباب العربي لأغراض الإقامة والعمل
رسخت دبي والإمارات العربية المتحدة ككل مكانتها كوجهة رائدة في المنطقة لرواد الأعمال الشباب مرة أخرى، حيث كشف أحدث استطلاع للشباب العربي أن الإمارات هي الوجهة المفضلة للشباب للإقامة في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح التقرير، الذي يستطلع أراء الشباب العربي بشأن مجموعة من القضايا التي تؤثر على مستقبلهم، أن 44% من المشاركين قالوا إنهم يرغبون في الإقامة في الإمارات العربية المتحدة والعمل بها، مستشهدين بفرص العمل المذهلة التي توفرها البلاد فضلاً عن معدلات السلامة والرواتب المرتفعة.
بالإضافة إلى ذلك، اختار 42 بالمائة من المشاركين الإقليميين الإمارات العربية المتحدة باعتبارها الدولة التي يرغبون في أن تحاكيها بلادهم. وتتصدر الإمارات العربية المتحدة هذا الاستطلاع كل عام منذ عام 2012.
وفي إطار تعليق سيادته على نتائج التقرير عبر حسابه على تويتر، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، دائمًا ما ترحب الإمارات العربية المتحدة بالشباب العرب الراغبين في الإسهام في ازدهار البلاد والمنطقة ككل.
وكتب الشيخ محمد، رسالتي إليهم هي أن الإمارات العربية المتحدة كانت وستظل دائمًا بلدكم، وهي جزء من العالم العربي الجميل الذي سيستمر في الازدهار بفضل طاقاتكم وتطلعاتكم.
واستشهد التقرير بالشفافية الاقتصادية للإمارات العربية المتحدة وسمعتها المتنامية كمركز عالمي للابتكار وريادة الأعمال من ضمن الأسباب الأخرى لشعبيتها.
كما تم تسليط الضوء على الشركتين الناشئتين اللتين تتخذان من دبي مقرًا لها، Careem وSouq، حيث كانتا مؤخرًا محور صفقات استحواذ بمليارات الدولارات من قبل مستثمرين أجانب، كأمثلة رئيسية لما يمكن أن يحققه رواد الأعمال العاملون والمقيمون في المدينة.
وفي محاولة لتعزيز سمعة البلاد كاقتصاد أكثر ديناميكية في المنطقة، ستبدأ السلطات الإماراتية هذا العام في منح المستثمرين ورواد الأعمال والعمال ذوي المهارات العالية خيار التقدم للحصول على تأشيرات إقامة لمدة 10 سنوات، مع السماح في الوقت نفسه بالملكية الأجنبية للشركات الجديدة التي يتم إنشاؤها في البلاد بنسبة 100 بالمائة.
ففي السابق، كانت الملكية الأجنبية بنسبة 100 بالمائة مقتصرة على المناطق الحرة داخل الإمارات العربية المتحدة.
كما ستقدم السلطات خيارات للحصول على تأشيرات أطول للطلاب الذين يدرسون في جامعات الإمارات العربية المتحدة لتشجيعهم على بناء حياة مهنية في مرحلة ما بعد التخرج في البلاد.
وعلّق سمو الشيخ محمد على هذا التطور قائلاً، ستبقى الإمارات العربية المتحدة حاضنة عالمية للمواهب الاستثنائية ووجهة دائمة للمستثمرين الدوليين.
فقد أصبحت دبي نفسها وجهةً رئيسيةً للشركات الناشئة ورواد الأعمال العرب الباحثين عن موطئ قدم للتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويمكن عزو الكثير من هذا النجاح إلى حزم التمويل السخية المقدَمة من سلطات دبي للمساعدة في ترسيخ مكانة المدينة كمركز عالمي للابتكار. في عام 2016، أطلق سمو الشيخ محمد صندوق وقف المستقبل بقيمة 270 مليون دولار، والذي يهدف إلى لتشجيع رواد الأعمال على إطلاق أعمالهم في دبي.
حيث يتمثل أحد المكونات الرئيسية للمبادرة في برنامج "مسرعات دبي المستقبل" الذي يدعو المرشحين من جميع أنحاء العالم لتقديم أفكارهم بهدف احتضانهم في دبي. فقد اجتذب البرنامج أكثر من 4,000 طلب منذ إطلاقه قبل عامين، مع اختيار 65 مرشحًا للمشاركة في برنامج مكثف لمدة تسعة أسابيع. ومنذ ذلك الحين، وقَّع ما يقرب من 50 مرشحًا على مذكرات تفاهم مع حكومة دبي لتجربة تكنولوجياتهم مع الإدارات الوزارية الرئيسية.
وفي سياقٍ متصل، علّق السيد خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لبرنامج مسرعات دبي المستقبل، قائلاً، يقدم البرنامج منصة مثالية للتنبؤ بالمستقبل والتخطيط له حيث يجمع أذكى العقول في العالم ومعظم الشركات المبتكرة للتعاون مع الهيئات الحكومية وشبه الحكومية في الإمارات العربية المتحدة ومواجهة التحديات في القطاعات الرئيسية باستخدام أحدث التكنولوجيات.
من ناحيةٍ أخرى، توفر مؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الإدارة الحكومية المكلفة بتعزيز النمو في قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في المدينة، خدمات التمويل والدعم اللازمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال. ففي العام الماضي، قدمت المؤسسة خدمات تمويلية بقيمة 27 مليون دولار لأكثر من 4,200 من رواد الأعمال الإماراتيين، بزيادة بلغت نسبتها 32% مقارنةً بعام 2017، مع ارتفاع القيمة النقدية للحوافز المقدمة بنسبة 63% مقارنةً بالعام السابق.
كما أوضحت مؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ارتفاع عدد رواد الأعمال الذين التحقوا ببرامج التدريب والتطوير التي تقدمها المؤسسة بنسبة 163% على أساس سنوي في عام 2018 ليصل إلى 5,767 شخصًا في المجمل.
وتعليقًا على النتائج، قال عبد الباسط الجناحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، منذ تأسيسها في عام 2002، اتبعت مؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة استراتيجية واضحة هدفها ترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، لتمكين المواطن ليكون جزءًا من عملية التنمية الاقتصادية وراعيًا حقيقيًا للدولة. ووفقًا لهذه الروح، فإننا نسعى جاهدين لدعم ريادة الأعمال وتطوير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في دبي، الذي يعد العمود الفقري لاقتصاد الإمارة.