معايير جديدة لسوق الضيافة المزدهر في دبي
كشف تقرير ديلويت بأن الإمارة لديها كافة المقومات الأساسية لدعم نمو القطاع الفندقي المطرد في العام 2016 والأعوان التي تليه تنبأ خبراء قطاع الضيافة بوجود توقعات إيجابية لقطاع الضيافة في دبي في العام 2016 ويرجع ذلك إلى أن الإمارة ما زالت تشهد زيادة قوية في أعداد السياح والمسافرين جوًا، بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة لدعم البنية التحتية.
"نتوقع أن تسجل نسبة إشغال الفنادق معدل 70% إلى 75% لتصبح "القاعدة الجديدة" في قطاع الفنادق في دبي للعام 2016 بناءً على مقومات السوق" جاء ذلك في التقرير الصادر مؤخرًا عن شركة ديلويت تحت عنوان توقعات سوق العقارات في الشرق الأوسط: تقرير دبي 2016. وأضاف التقرير أنه من المتوقع انخفاض معدل المتوسط اليومي مما يؤدي إلى تشجيع النمو في عدد الزائرين المطلوب لدعم الاستثمار في البنية التحتية للسياحة والتي سيجري تطويرها على مدى السنوات القادمة. وكانت مقومات سوق الضيافة في دبي ودولة الإمارات قوية في العام 2015، مما وضع حجر الأساس لنمو هذا القطاع. ووفقًا لمؤسسة مطارات دبي فقد حافظ مطار دبي الدولي على مكانته كأكثر المطارات ازدحامًا على مستوى العالم في حركة المسافرين الدوليين حيث زادت نسبة مستخدميه 12% ليصل العدد لأكثر من 78 مليون مسافر.
واحتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة 24 عالميًا في مؤشرات تنافسية السفر والسياحة للعام 2015، فيما حققت المرتبة الأولى عالميًا في تحديد أولويات الحكومة لقطاع السفر والسياحة وفعالية التسويق والعلامات التجارية. وذكر تقرير ديلويت نقلاً عن مؤشر ماستركارد للمدن العالمية المقصودة لعام 2015، إن قطاع السياحة مقوم أساسي لاقتصاد دبي، كما تشهد الإمارة أعلى المعدلات العالمية لإنفاق زوار الليلة الواحدة، حيث يبلغ معدل إنفاق كل مقيم بالمدينة حوالي 17146 درهم إماراتي. ووفقًا لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي فقد بلغ عدد الزائرين للإمارة 14.2 مليون في العام 2015 بزيادة 7.8% عن العام السابق. وتهدف الدائرة إلى استقطاب 20 مليون زائر بحلول عام 2020، وهو ما يتطلب نموًا في متوسط معدلات الإقامة السنوية للزائرين بمعدل 7 إلى 8% على مدار الأربع سنوات القادمة. ومن أجل التحضير لهذا التدفق، تم افتتاح 11 فندقًا جديدًا بدبي في العام 2015، مضيفًا ما يقرب من 2800 وحدة جديدة لإجمالي عدد مخزون الوحدات الفندقية بدبي، مع نمو المعروض في القطاعات الفخمة والراقية.
وأدى ذلك إلى نمو المعروض بنسبة 6.8% ليتجاوز نمو الطلب بنسبة 4.4%. وانخفضت معدلات الإشغال بنسبة 1.4 في المائة عن المعدل السنوي 77.5% لعام 2015 كما انخفض معدل المتوسط اليومي بنسبة 7.4%. وذكر تقرير ديلويت "[بالرغم من] وجود هذه الانخفاضات المعتدلة نسبيًا، لا ينبغي أن يُنظر إليها بشكل سلبي، فدبي لا تزال واحدةً من أفضل أسواق الضيافة من حيث الأداء على الصعيد العالمي فيما يتعلق بمستويات الإشغال وجاءت في القائمة بجوار نيويورك التي حققت نسب إشغال 84٪ ولندن 82٪ وباريس 78٪ وبرلين 77٪ ". ومن المقرر إنجاز 31 فندقاً جديداً ودخولها إلى الخدمة في العام 2016، مما سيزيد مخزون الغرف الفندقية بحوالي 14% (9300 وحدة) ليصبح إجمالي عدد الغرف الفندقية 76500 غرفة. وذكر تقرير ديلويت أنه على المدى القصير (2016 حتى 2017)، سيزداد الفارق بين معدلات العرض والطلب في قطاع الضيافة، مع ازدياد نمو الطلب ليصل لنفس معدلات نمو العرض على المدى المتوسط، عند انتعاش السوق وصولاً إلى معرض إكسبو الدولي 2020.
ونعتقد بأن للاستثمارات المخطط لها في البنية التحتية السياحية (بما في ذلك عدد من المتنزهات الكبرى) ومعرض إكسبو 2020 واحتمال وجود تأشيرة على غرار تأشيرة شنغن خاصة بدول مجلس التعاون الخليجي تأثير إيجابي على الطلب في دبي مما سيؤدي إلى ارتفاع أعداد الزوار ومتوسط مدد الإقامة. ويشير التقرير إلى أن الفنادق التي تركز على نهج التسويق والمبيعات الاستباقية والاستثمار في مشاريع التجديد، سيكون لها وضعية أفضل للمنافسة على الطلب بفضل تزايد حدة المنافسة من المعروض الجديد المتوقع. وسيوفر مخطط زيادة القدرة الاستيعابية لمطار دبي ورلد سنترال ومطار دبي الدولي للوصول لطاقة إجمالية تبلغ 97 مليون مسافر في عام 2016 المزيد من الفرص للاستفادة من زيادة الطلب على قطاع الفنادق، سواء من حيث الزائرين العابرين أو الزائرين المتوجهين إلى دبي وكذلك من خلال توفير العروض الترويجية لتشجيع الزائرين على تمديد إقامتهم في الإمارة. وهناك أخبار جيدة للمستثمرين في محفظة شركة The First Group المتنامية والخاصة بسوق العقارات في دبي، نظرًا لتوقعات شركة ديلويت بالطلب القوى لعام 2016. فأشار التقرير إلى أن ذلك سيكون مدفوعًا باتجاهات السوق المصدر وطلب الزائرين المتنامي لتمديد متوسط إقامتهم والحصول على أماكن إقامة مريحة.