ما سر إقبال المستثمرين الهنود على دبي ؟
تحتل الهند بالفعل مرتبة متقدمة بين أكبر المستثمرين في دبي، غير أن المبادرات الحكومية الجديدة تهدف إلى مزيد من تعزيز الروابط بين الشركاء
وتمثل العلاقة الراسخة بين دبي والهند واحدة من أقدم العلاقات في المنطقة وأكثرها نجاحًا. وقبل فترة طويلة من قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، كانت العلاقات التجارية بين البلدين قوية بالفعل، غير أنه في العقود الأخيرة، وفي ظل تزايد شهرة دبي بوصفها أهم مركز اقتصادي في الشرق الأوسط، بلغت الشراكة بين البلدين آفاقًا غير مسبوقة.
ويمثل المواطنون الهنود أكبر نسبة من الوافدين غير المتزوجين في دبي، في حين تشير التقديرات الحكومية إلى أن من المتوقع أن تبلغ التجارة بين دولة الإمارات والهند 100 مليار دولار بحلول عام 2020.
وبلغت الحوالات من دبي إلى الهند نحو 4 مليارات دولار في الربع الرابع من عام 2017، في حين تحظى 26,000 شركة هندية بتواجد كبير في دولة الإمارات، بالإضافة إلى 42,000 شركة أخرى مسجلة في دولة الإمارات يملكها ويديرها مواطنون هنود غير مقيمين.
ويؤكد السيد إبراهيم أهلي، مدير ترويج الاستثمار في مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار (FDI)، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، أن: "الهنود وشركاتهم يمثلون مكونًا مهمًا من مكونات مجتمع دبي وتمثل المطارات والموانئ البحرية في دبي نقطة العبور الأكثر تنافسية للشحنات والركاب المسافرين إلى الهند والقادمين منها".
ويضيف السيد إبراهيم: "لدينا أكثر من 1600 رحلة طيران أسبوعيًا بين دبي والهند، وفي عام 2017، أقام نحو 1.2 مليون سائح هندي في الفنادق والشقق الفندقية في دبي".
وتحافظ الهند بصفة مستمرة على مكانتها ضمن أكبر خمس دول من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي، وقد احتل ذلك العملاق الآسيوي المكانة الثانية مباشرة طوال الأعوام الثلاثة الماضية.
وتشير البيانات الحكومية الصادرة عن حكومة دبي إلى أنه من بين الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى دولة الإمارات عام 2017، والبالغة 10.3 مليار دولار ، بلغ نصيب دبي 7.45 مليار دولار.
ووفقًا لبيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي، جاء المواطنون الهنود في المركز الأول بين المستثمرين الأجانب في سوق العقارات المزدهر في دبي عام 2017، باستثمارات بلغت 15.6 مليار درهم إماراتي (4.24 مليار دولار أمريكي)في عمليات شراء العقارات.
وفي غضون الأعوام الخمسة من عام 2013 حتى عام 2017، أجرى المستثمرون الهنود صفقات تبلغ قيمتها مجتمعةً نحو 83.65 مليار درهم.
وسعيًا إلى مزيد من الاستفادة من هذا المستوى غير المسبوق من النشاط، تزيد مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار من تركيزها على الهند في محاولة لاجتذاب المزيد من الاستثمارات من الاقتصاد الأسرع نموًا في آسيا.
وقد استكملت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار مؤخرًا خارطة طريق للاستثمار، شملت بعضًا من أكبر المدن الهندية مثل مومباي وحيدر أباد وكوتشي.
استهدفت الفعاليات المستثمرين والشركات المتخصصة في مجالات العقارات والإنشاءات والتكنولوجيا واللوجستيات والطيران والخدمات المالية والرعاية الصحية والسياحة والضيافة.
لقد تم إبراز شهرة دبي المتزايدة كأفضل مركز للأعمال في الشرق الأوسط، مع التركيز بصفة خاصة على المبادرات الحكومية التي تبدأ المشاريع الجديدة ورواد الأعمال.
يؤكد السيد إبراهيم أهلي، الذي كان أحد المشاركين في كل الفعاليات: "تُعد هذه الفترة أزهى عصور الارتباط المتبادل بين دبي والهند".
"تسير العلاقات الإماراتية الهندية بخطي أكثر سرعة وقوة على المسار الصحيح، والقادة في كلا البلدين عازمون على جعل شراكتهم عامل تحول أساسي في مسار التجارة العالمية. لقد استطعنا التواصل مع عملائنا في الهند والتعاون معهم في تحديد المجالات التي يمكن لدبي أن تضعها في صدارة الصناعات والتقنيات الناشئة".
ويؤكد مصطفى زفير، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة مصطفى آند ألمانا الهندية، التي دعمت فعاليات خارطة طريق مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار في حيدر أباد وكوتشي، أن اهتمام المستثمرين بدبي أقوى من أي وقت مضى.
ويضيف السيد مصطفى: "بالنسبة للمستثمرين الهنود الذين يتطلعون إلى دبي، كان النشاط المشترك الذي تم بالتعاون مع مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار وشركة مصطفى آند ألمانا في كوتشي وحيدر أباد فريدًا من نوعه، حيث أظهر توفّر البنية التحتية القانونية والتجارية الجاذبة للمستثمرين الأجانب في دبي".
"لقد حصلنا على ردود أفعال رائعة تجاه تلك الفعاليات ونشعر أن هذه المنصة ستعزز العلاقات الثنائية بدرجة أكبر وتساعد في تيسير تبادل رأس المال والأفكار والمعرفة في المسيرة الهندية الإماراتية".