دبي تتصدر الوجهات السياحية للسياح الصينيين
أدى سعي دبي نحو جذب المزيد من الزائرين الصينيين إلى تحقيق أرباح قوية فعلية
من المتوقع أن تشهد دول مجلس التعاون الخليجي ارتفاعًا ملحوظًا بأعداد السياح الصينيين الوافدين إليها بنسبة 81%، ليرتفع العدد من 1.6 مليون عام 2018 إلى 2.9 مليون سائح بحلول عام 2022، مع تفضيل نسبة كبيرة منهم دولة الإمارات وإمارة دبي لتكون وجهتهم المفضلة لقضاء العطلات.
وتشكل التوقعات السياحية جزءًا من تقرير جديد نشرته شركة "كوليرز انترناشيونال" في الفترة التي تسبق إقامة معرض سوق السفر العربي لهذا العام، الذي يُقام في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 28 أبريل حتى 1 مايو.
تعليقًا عل هذه الأرقام، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في منطقة الشرق الأوسط: "تستعد الصين للاستحواذ على ربع حجم السياحة العالمية بحلول عام 2030 - وبسبب توافر العديد من الفرص التجارية والاستثمارية، فضلاً عن المشاريع الجديدة في قطاعي الترفيه والتجزئة، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك فرصة كبيرة للاستفادة من هذا النمو عبر جذب الملايين من السياح الصينيين إليها لتكون وجهتهم الأولى خارج بلدهم".
وقد شهدنا في العام الماضي، تضاعف عدد العارضين الصينيين المشاركين في معرض سوق السفر العربي، ونحن نتطلع إلى المزيد من هذه المشاركة في هذا المعرض عام 2019.
وخلال السنوات الماضية، انعكست الثقة في معرض سوق السفر العربي على زيادة أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى دول مجلس التعاون الخليجي، واليوم، نشهد اهتمامًا غير مسبوق من المتخصصين في قطاع الفنادق والسفر للاستفادة من الفرص الثمينة التي توفرها الصين لهم."
ومن المتوقع أن تحتل الإمارات المرتبة الثانية في المنطقة من حيث نمو أعداد الوافدين الصينيين بعد المملكة العربية السعودية، إلا أن السواد الأعظم من هذا الرقم سيكون من السياح الراغبين في قضاء العطلات مقارنةً مع النسبة الكبيرة من الزائرين الوافدين إلى المملكة خلال موسم الحج.
واحتلت الصين المرتبة الرابعة في قائمة أكثر الدول المصدرة للسائحين إلى دبي في الفترة الممتدة من يناير إلى أكتوبر 2018، حيث قدم منها 708,000 زائر، بزيادة قدرها 12% على أساس سنوي.
وقد صرّح عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، متحدثًا في 2018 حول الأهمية المتزايدة للصين بالنسبة لاستراتيجية دبي للتوسع السياحي، قائلاً: "ليس هدفنا هو تسويق وتعزيز دبي كوجهة "يجب زيارتها" لقضاء العطلات للمستهلكين في منطقتي الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا فحسب، ولكنه يشمل أيضًا تعزيز تجربة المستهلكين الصينيين بشكل جماعي من خلال حلول تركز على المستقبل خلال سفرهم إلى دبي".
وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتمديد برنامج تأشيرة الدخول عند الوصول للزائرين الصينيين في عام 2016، والذي أثبت أنه أحد أكبر محفزات ارتفاع عدد الوافدين من جمهورية الصين الشعبية.
ويتوقع تقرير كوليرز أن يزداد عدد الوافدين الصينيين إلى الإمارات بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 13% في الفترة من عام 2018 حتى عام 2022.
ولا تخفى الجهود التي تبذلها حكومة الإمارات لبناء علاقات أوثق مع سوق السياحة في الصين، بما في ذلك تلك التي تبذلها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، والتي وقعت مؤخرًا اتفاقية مع عملاقة التكنولوجيا الصينية "تينسنت" للترويج لتعزيز مكانة الإمارة كوجهة مفضلة للمسافرين الصينين.
كما توسعت الرحلات الجوية بين البلدين بشكلٍ كبير في السنوات الأخيرة. وتسيِّر طيران الإمارات حاليًا 38 رحلة أسبوعية بين دبي ومدن صينية مختلفة، بينما أعلنت شركة "تشاينا إيسترن" مؤخرًا عن إطلاق ثلاث رحلات أسبوعية مباشرة بين شانغهاي ودبي في وقت لاحق من هذا العام، مما سيضاعف سعتها من أعداد المسافرين بشكلٍ فعالٍ في هذا المسار.
وبينما تشير التوقعات إلى ارتفاع عدد الوافدين من الصين إلى دبي بشكلٍ كبير في عام 2020 نتيجة لاستضافة معرض إكسبو الدولي الذي يُقام في المدينة العام المقبل، فإن إمكانية تحقيق المزيد من النمو ستكون قوية خلال العقد القادم، وفقًا لما ذكرته كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي.
وأضافت قائلةً: "من المثير للاهتمام أن 7% فقط من إجمالي سكان الصين يمتلكون جواز سفر، مقارنةً بحوالي 40% من الأمريكيين و76% من البريطانيين. لذا، فإن السوق الصيني الخارجي يتمثل في مجموعة كبيرة غير مستغلة من المسافرين والمغامرين الأثرياء، وهي فرصة ثمينة بأن تعزز دول مجلس التعاون الخليجي من جهودها لتظل الوجهة المفضلة لهم."