استراتيجية مدينة دبي الذكية تؤتي ثمارها

أكد تقرير جديد نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية (FT) أن استراتيجية دبي الرائدة للمدن الذكية، التي ساعدتها في ترسيخ سمعتها كواحدة من أكثر العواصم إثارة في العالم وأكثرها مستقبلية، تدفع الاستثمار الدولي نحو الإمارة.

احتلت دبي، وفق ما ذكره تقرير "المدن العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر في المستقبل 2021/2022"، الذي نشرته مجلة إف دي آي إنتليجنس التابعة لصحيفة فاينانشيال تايمز، المرتبة الثالثة بين أفضل مواقع الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم؛ كما صُنِّفت في المركز الثاني عالميًا في الفئتين الفرعيتين "المدن الرئيسية التي تستقطب الاستثمار الأجنبي المباشر" و"الإمكانات الاقتصادية والبيئة المواتية للأعمال"؛ وجاءت في المركز الثالث بشكلٍ عام في الفئة الفرعية "الاتصال".

علاوة على ذلك، احتلت دبي المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما يتعلق بتمويل رأس المال الاستثماري الذي يركز على الابتكار والمرتبة 11 عالميًا، حيث اجتذبت الشركات الناشئة عالية التقنية في دبي 2.36 مليار درهم من رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر وذلك من خلال 31 صفقة استثمارية أجريت في عام 2020، وفقًا لمحلل الصناعة ماغنيت. يقول سامي القمزي، المدير العام لاقتصادية دبي، "إن مكانة دبي كواحدة من أسرع المدن الذكية نموًا في العالم يعزز جاذبيتها للمستثمرين المحتملين".

"أصبحت دبي مركزًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، حيث توفر فرصًا للنمو والتوسع للمستثمرين عبر القطاعات الاستراتيجية والموجهة نحو المستقبل في الخدمات المالية واللوجستيات والضيافة والتجارة بالإضافة إلى تقنيات "الصناعة 4.0" الرائدة ، مما يسرع التحول الرقمي في جميع القطاعات والصناعات وخدمات المدن الذكية في دبي.

"نتطلع إلى دعم هذا النجاح والنمو والتوسع بينما ننتقل إلى مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي المستدام والفرص المستقبلية، المستوحاة من رؤية قيادتنا والمدعومة بالخطط الاستراتيجية والمبادرات الحكومية، حيث نستعد لاستضافة معرض إكسبو 2020 دبي ومشاركة الفرص الجديدة الناشئة عن الخطة العمرانية لعام 2040".

تستثمر دبي المليارات في تطوير خدمات متصلة عالية التقنية مصممة بهدف جعل الإمارة واحدة من أكثر مدن العالم ملاءمة للعيش ومركزًا عالميًا رئيسيًا للسياحة والتجارة والصناعة. في عام 2014، أطلقت السلطات الحكومية استراتيجية دبي الذكية التي تضمنت 100 مبادرة تهدف إلى تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتي تغطي ستة مجالات رئيسية: النقل والمجتمع وأسلوب الحياة والاقتصاد والحكومة والبيئة. وغطت هذه المبادرات كل شيء بدءًا من تطوير خدمات النقل المستقل إلى حلول البلوكتشين المنتشرة عبر القطاعات التي تتراوح من التمويل والتعليم إلى البحث والتطوير.

احتفلت الدائرة الحكومية المُكلّفة بتنفيذ استراتيجية التحول الرقمي في الإمارة مؤخرًا بعامها الخامس من بدء تشغيلها، وفي هذا الصدد، أوضح يونس الناصر، مساعد المدير العام لدى دبي الذكية قائلاً "كان لرحلة دبي الذكية آثار تحويلية على بناء المدن الذكية". "لقد ساعدت خططنا واستراتيجياتنا في تسريع تحول دبي إلى مدينة ذكية رائدة عالميًا تعد بتحقيق السعادة لمواطنيها والمقيمين فيها وزائريها. وأصبحت تجارب المدن الذكية الآن تتمثل في تقديم مجموعة من الخدمات والمبادرات الملموسة التي يمكن لسكان دبي الاستفادة منها لجعل حياتهم اليومية أسهل وأكثر سعادة".

يسلط الناصر الضوء على الإنجازات الرئيسية التي تحققت خلال السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك إطلاق تطبيق "دبي الآن تطبيق دبي الآن" لجميع خدمات المدن الذكية، والذي يوفر للمستخدمين إمكانية الوصول إلى أكثر من 120 خدمة حكومية وخاصة من أكثر من 30 جهة. ومنذ إطلاقه، عالج تطبيق "دبي الآن" 11.47 مليون معاملة قيمتها أكثر من 6.03 مليار درهم إماراتي.

تقود دبي الذكية أيضًا عددًا من مبادرات البحث والتطوير المتطورة، بما في ذلك مختبر علوم البيانات الذي يجمع بيانات المستخدمين في جميع أنحاء المدينة ويحللها بهدف تقديم فوائد اقتصادية واجتماعية أوسع نطاقًا. في عام 2017، أطلقت المؤسسة أيضًا مختبر الذكاء الاصطناعي لتحديد وتطوير حالات الاستخدام لتنفيذ الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات الاقتصادية الأكثر أهمية في دبي. وحددت المبادرة لاحقًا أكثر من 100 تطبيقًا واقعيًا محتملاً للتكنولوجيا عبر مختلف الإدارات التابعة لحكومة دبي.

الأهم من ذلك أن استراتيجية دبي للمدن الذكية اجتذبت أيضًا مشاركة القطاع الخاص، حيث وقعت الحكومة ما يقرب من 200 اتفاقية حتى الآن مع أمثال إس أيه بي وديل ودو وكريم وآي بي إم. كما أنشأت الحكومة الشبكة العالمية للمدن الذكية (SCGN)، وهي مبادرة تُعد الأولى من نوعها تهدف إلى تعزيز فوائد المدن الذكية للمستثمرين في جميع أنحاء العالم. ومن المقرر أن تساعد جميع هذه المبادرات في ترسيخ سمعة دبي كواحدة من أكثر العواصم المستقبلية تطورًا في العالم، جنبًا إلى جنب مع تعزيز جاذبيتها للمستثمرين الدوليين.