دبي تعزز مكانتها كواحدة من أكثر المدن جاذبية للعيش على مستوى العالم
دبي تحقق شعبية واسعة بفضل استثماراتها المتواصلة في القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم، وفقاً لتقرير المعيشة العالمي الصادر عن وحدة إستخبارات الإيكونوميست (EIU).
تواصل دبي تعزيز مكانتها كواحدة من أكثر المدن جاذبية للعيش على صعيد عالمي، حيث احتلت المرتبة الثانية إقليميًا والـ78 عالميًا من بين 173 مدينة كبرى شملها مؤشر قابلية العيش العالمي لهذا العام والصادر عن وحدة إستخبارات الإيكونوميست (EIU).
وقد سلط التقرير الضوء على القفزات النوعية التي سجلتها الإمارة خلال العام الفائت في خمسة محاور رئيسية: الاستقرار السياسي والأمني، الرعاية الصحية، الثقافة والبيئة، التعليم، والبنية التحتية.
وكانت دبي قد أحرزت تقدمًا بواقع مركزين في تصنيف هذا العام، حيث حققت درجة معيشية بلغت 80.8 من 100. ووصف التقرير هذه القفزة بأنها "تعكس صمود الإمارة واستثماراتها الاستراتيجية في القطاعات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم."
كما أشارت وحدة إستخبارات الإيكونوميست إلى أن دبي استفادت من الاستراتيجية الوطنية للإمارات لتعزيز الصحة العامة، والحد من السياحة العلاجية الخارجية، وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية. علاوة إلى ذلك، كان للشراكات مع المؤسسات التعليمية العالمية وانتشار المدارس الدولية التي تقدم مناهج متنوعة دورًا في ترسيخ سمعة الإمارة كوجهة تعليمية رائدة وفريدة من نوعها.
وفي تعقيب على هذه النتائج، أوضح بارسالي بهاتاشاريا، نائب مدير الصناعات في وحدة إستخبارات الإيكونوميست، في مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال: "هذا العام، انضمت دبي إلى إمارة أبوظبي في تحقيق أعلى مستويات المعيشة في مؤشرنا. كلا المدينتين تتمتعان بتصنيفات مرتفعة في الاستقرار والبنية التحتية والتعليم، وشهدتا تحسناً مطرداً في التقييمات العامة خلال السنوات الأخيرة."
مدن أوروبا تكتسح الصدارة .. ولكن!
بينما تواصل المدن الأوروبية تصدر القائمة كأكثر مناطق العالم قابلية للعيش، وفقًا لبيانات وحدة إستخبارات الإيكونوميست، حيث جاءت فيينا، كوبنهاغن، وزيورخ في المراكز الثلاثة الأولى في تصنيف هذا العام، تُظهر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) صورة أكثر تنوعًا وحيوية. فقد حلت أبوظبي، المدينة الأعلى تصنيفًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في المرتبة الـ76 عالميًا، متفوقة بفارق بسيط على إمارة دبي.
وأشارت وحدة إستخبارات الإيكونوميست إلى أن مدن دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الرياض، جدة، والخبر، قد شهدت هي الأخرى قفزات ملحوظة بفضل الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية المحلية، والتعليم، وقطاع الصحة.
دبي ضمن أبرز الوجهات العالمية للمغتربين
جاء تقدم دبي في تصنيفات المعيشة نتيجة حملة مكثفة قادتها السلطات المحلية بهدف تحسين معايير المعيشة الفاخرة والمزايا التي تقدمها للمغتربين الباحثين عن فرص جديدة للعيش حول العالم.
وبحسب البيانات الرسمية، يستقر آلاف العمال الوافدين في دبي شهريًا، مما يسهم في زيادة مطردة لعدد سكان الإمارة وتعزيز اقتصادها. إذ تشير البيانات إلى نمو عدد سكان دبي بمقدار 100,000 ليصل إلى 3.65 مليون نسمة في عام 2023 الفائت.
وفي إطار خطتها الحضرية الرئيسية لعام 2040، تلتزم دبي بتعزيز عدد سكانها إلى عتبة 5.8 مليون نسمة، مع توسيع المساحات المخصصة للفنادق والأنشطة الترفيهية بنسبة 134% مقارنة بالوقت الراهن.
وكانت سمعة دبي كوجهة سياحية وترفيهية رائدة قد أسهمت بشكل كبير في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر المدن جاذبية للعيش على صعيد عالمي. وفي عام 2024، تم اختيار دبي كأفضل وجهة في العالم ضمن جوائز "اختيار المسافرين" من تريب أدفايزور، لتصبح أول مدينة تفوز بهذا اللقب لثلاث سنوات متوالية.
ويتزامن تقرير وحدة إستخبارات الإيكونوميست مع نشر مؤشر الوافدين العالمي لهذا العام، الذي صنف الإمارة كثالث أفضل وجهة في آسيا وتاسع أفضل وجهة عالميًا للوافدين العاملين، متقدمة على مدن عالمية مثل فانكوفر وسيدني وبانكوك وكوالالمبور.
وتتوافق جهود دبي لتحسين مستويات المعيشة مع أجندتها الاقتصادية D33، التي تسعى إلى مضاعفة حجم اقتصادها ليصل إلى 32 تريليون درهم (8.71 تريليون دولار) وترسيخ مكانتها بين أكبر ثلاث مدن عالمية وأبرز الوجهات السياحية الدولية بحلول عام 2033.