دبي تعزز سمعتها كأفضل وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم

عززت دبي سمعتها كواحدة من أفضل الوجهات الاستثمارية في العالم، حيث كشف تقرير fDi Markets التابع لصحيفة فاينانشال تايمز أن الإمارة اجتذبت المزيد من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بأي مدينة أخرى في العالم.

نجحت دبي في الحصول على 508 مشروعًا جديدًا للاستثمار الأجنبي المباشر، بداية من يناير إلى يونيو، وهو ما يعادل 6.2% من إجمالي المشاريع على مستوى العالم، لتشهد ارتفاعًا قدره 5.7% مقارنة بالعام السابق.

تفوقت دبي على منافسيها العالميين مثل لندن وشنغهاي وسنغافورة ونيويورك، واحتفظت بتصنيفها الأول على مستوى العالم، في جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة لمدة ست فترات ونصف متتالية، بداية من النصف الثاني من عام 2021.

في النصف الأول من عام 2024، فرضت دبي هيمنتها عبر قطاعات نمو متعددة، بما في ذلك السياحة والعقارات والذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا المالية، ما عزز مكانتها كمركز استثماري عالمي رائد.

علّق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس المجلس التنفيذي لدبي، على هذه النتائج قائلًا إن الأداء القوي للإمارة "دليلًا على تقدم نظامها الاقتصادي وبنيتها التحتية المتميزة وسياساتها الاستثمارية التقدمية."

وأوضح سمو الشيخ حمدان بن محمد أن "هذا الإنجاز يعكس ثقة المستثمرين في قدرة دبي على تعزيز البيئة المحفزة على الابتكار والنمو المستدام."

وأضاف "نلتزم، ليس فقط بالحفاظ على مكانة دبي كوجهة اقتصادية وسياحية رئيسية، بل أيضًا بضمان تصنيفها بين أفضل ثلاث مدن عالمية للزيارة والاستثمار والعيش والأعمال."

استراتيجية الاستثمار تدعم أجندة دبي الاقتصادية D33

وأشار سمو الشيخ حمدان إلى أن هذه الطموحات تعكس الأهداف الرئيسية لأجندة دبي الاقتصادية D33، وهي خارطة الطريق التنموية الاقتصادية الرائدة التي تهدف إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2033.

هذا وقد حققت دبي عددًا من الإنجازات المهمة الأخرى في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر في النصف الأول من عام 2024، حيث احتلت المرتبة الأولى في المنطقة والثالثة عالميًا في جذب رأس المال الأجنبي المباشر - لتصعد بذلك من المركز الثالث والسادس على التوالي قبل 12 شهرًا.

وبحسب البيانات التي نشرها مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر، استقطبت دبي 801 مشروع استثمار أجنبي مباشر بقيمة 5.95 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2024، لتسجل هذه القيمة ارتفاعًا بنسبة 7% مقارنة بالعام السابق.

وعلى الصعيد العالمي، احتلت دبي المرتبة الخامسة من حيث الوظائف التي توافرت من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر الذي شهدته الإمارة في النصف الأول من عام 2024، مع الحفاظ على مكانتها الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأوضحت بيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر أيضًا حدوث نموًا كبيرًا في عدد الوظائف في القطاعات سريعة النمو، ومن ضمنها، الضيافة، والأعمال التجارية والخدمات المالية، وتطوير البرمجيات.

وفقًا للمرصد، استحوذت الهند على أكبر نسبة إجمالية من الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي بنسبة 19.9%، تليها سويسرا (19.6%)، والولايات المتحدة (12%)، والمملكة المتحدة (8.3%)، وفرنسا (7.4%). ومن حيث إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المعلنة، احتلت المملكة المتحدة المرتبة الأولى بنسبة 15.4%، تليها الهند (13.7%)، والولايات المتحدة (12.7%)، وإيطاليا (4.2%)، وفرنسا (4.2%).

وكان قطاع البناء والمواد هو القطاع الاستثماري الأعلى تصنيفًا (17.3%)، يليه قطاع البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات (14.3%)، والفنادق والسياحة (10.2%)، والعقارات (9.5%)، ومصنعي المعدات الأصلية للسيارات (6.1%).

بحسب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المؤكدة، جاءت التصنيفات على النحو التالي: خدمات الأعمال (19.4%)، وخدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات (15.2%)، والأغذية والمشروبات (14.1%)، والمنسوجات (11.8%)، والمنتجات الاستهلاكية (8.1%).

قطاع السياحة يدفع بعجلة النمو الاقتصادي

أشار سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، التي تشرف على تطوير اقتصاد المدينة القائم على السياحة، إلى أن مكانة دبي كواحدة من أفضل الوجهات الاستثمارية المباشرة في العالم "تعكس الرؤية الاستراتيجية للمدينة وجاذبيتها الفريدة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم."

"إن استقطاب أكثر من 500 مشروع في النصف الأول من عام 2024 وحده هو شهادة على رؤية المدينة وسياساتها التمكينية، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإشراف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم." وأضاف سيادته أن "أجندة دبي الاقتصادية D33 تواصل تمهيد الطريق للتوسع الاقتصادي طويل الأمد، مما يمكّن دبي من مضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي مع دفع عجلة الابتكار في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والخدمات اللوجستية والسياحة."

"في حين تواجه الشركات تحديات مثل التقلبات الاقتصادية والأعباء التنظيمية ونقص المواهب، تعتبر دبي الحل الأمثل بفضل بيئتها التنظيمية الداعمة للأعمال والبنية التحتية المتطورة والعلاقات الدولية الاستثنائية."

"فمن خلال تعزيز تنمية المواهب واعتماد التحول الرقمي، تعمل دبي على إنشاء نظام بيئي لا مثيل له، حيث يمكن للشركات أن تنمو وتبتكر وتزدهر. وتعد دبي الوجهة المثالية للشركات والمستثمرين الدوليين، للاستفادة من فرص النمو الجديدة والتغلب على تحديات الأعمال في المستقبل."