دبي ضمن أقوى 10 مدن في العالم للعام الثاني على التوالي

حافظت دبي على مركزها بين مصاف أقوى مدن العالم، حيث حصلت الإمارة على المركز الثامن، للعام الثاني على التوالي، في مؤشر قوة المدن العالمي 2024 (GPCI).
يعزز هذا التقدير العالمي السمعة التي اكتسبتها دبي، عن طريق العمل الدؤوب، كمركز عالمي للتمويل والثقافة والابتكار - وهي العوامل الرئيسية التي جذبت المستثمرين والشركات والمواهب من جميع أنحاء العالم إليها.
يُقيّم مؤشر قوة المدن العالمي (GPCI)، الذي يصدره سنويًا معهد الاستراتيجيات الحضرية - مؤسسة موري ميموريال اليابانية، المدن على أساس ستة معايير رئيسية - الاقتصاد، والبحث والتطوير، والتفاعل الثقافي، وقابلية العيش، والبيئة، وإمكانية الوصول. وفي تصنيف هذا العام، احتفظت لندن ونيويورك وطوكيو بالمراكز الثلاثة الأولى، بينما كانت دبي المدينة الوحيدة بين مدن الشرق الأوسط، التي احتلت مكانًا بين المراكز العشرة الأولى.
يقف هذا التصنيف لإمارة دبي شاهدًا على عشرات السنوات من التخطيط والاستثمار الذي أداره قادة المدينة في قطاعات لها ثقلها عالميًا. واحتلت المدينة المركز الخامس عشر في الاقتصاد، والمرتبة الرابعة المتقدمة في التفاعل الثقافي، ما يؤكد قدرتها على خلق التوازن بين قوة الاقتصاد والنشاط الثقافي. كذلك احتلت دبي المرتبة العاشرة في سهولة الوصول، وذلك بفضل بنيتها التحتية العالمية ومكانتها كمركز للطيران العالمي.
قوة جذب مغناطيسية للشركات ورواد الأعمال
بحسب التقرير، تشكل مكانة دبي كمركز أعمال عالمي أحد العناصر الرئيسية التي ساهمت في تصنيفها في مؤشر قوة المدن العالمي. وتتمتع الإمارة ببيئة داعمة للأعمال، وتتميز بانخفاض الضرائب والاستقرار السياسي والبنية التحتية المتطورة، ما يجعلها وجهة مفضلة للشركات المتعددة الجنسيات والشركات الناشئة على حد سواء. وقد عززت المناطق الحرة في دبي، مثل مركز دبي المالي العالمي (DIFC) وواحة دبي للسيليكون، منظومة ريادة الأعمال التي لا مثيل لها في العالم.
كذلك يعكس تصنيف دبي ضمن المراكز الأربعة الأولى في استطلاع التفاعل الثقافي للتقرير، التأثير المتزايد للإمارة على الصعيد العالمي. وقد نجحت دبي في أن تكون وجهة للزوار والمستثمرين، بداية من استضافتها لمعرض إكسبو 2020 إلى المعارض الفنية ذات الشهرة العالمية مثل آرت دبي. كما لعبت السياحة الفاخرة دورًا رئيسيًا، حيث اجتذبت دبي ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم بفضل مجموعة من الفنادق الفاخرة للغاية والمطاعم الحائزة على نجمة ميشلان والمعالم السياحية التي حطمت الأرقام القياسية.
سيادة إقليمية في إمكانية الوصول
تظل إمكانية الوصول واحدة من نقاط القوة الأساسية في دبي، حيث احتلت المدينة المرتبة العاشرة في هذه الفئة. ويعتبر مطار دبي الدولي واحدًا من أشد مطارات العالم ازدحامًا في العالم. ويجعل طيران الإمارات، الذي يعد واحد من أكبر شركات النقل الدولي للركاب والبضائع، من دبي مركزًا حيويًا في التجارة والسفر العالميين، إلى جانب استثمارات المدينة في توسيع نطاق وسائل النقل العام.
تلعب المدينة أيضًا دورًا قياديًا عالميًا في تطوير خدمات النقل المستقلة من الجيل التالي، بدءًا من مشاريع هايبرلوب إلى أنظمة إدارة المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كيف تتفوق دبي على منافسيها
في حين تواصل دبي تفوقها وخطواتها الفارقة، إلا أنها تواجه منافسة شديدة من منافسين لهم باع كبير في هذا المجال. ومن بين هؤلاء المنافسين، تأتي لندن في المرتبة الأولى، للعام الثالث عشر على التوالي، في التقرير، بفضل تأثيرها الثقافي وشبكات النقل. ولكن، أدى ارتفاع معدلات التضخم والتغييرات التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى تراجع هذا الزخم. هذا وتأتي نيويورك في المرتبة الثانية، وتحافظ على مكانتها كواحدة من أهم المراكز المالية في العالم، متفوقة في فئتي الاقتصاد والبحث والتطوير، على الرغم من استمرار التحديات المتعلقة بمدى قابلية العيش والمعايير البيئية.
احتلت طوكيو المركز الثالث، وحققت مكاسب كبيرة في مقاييس التفاعل الثقافي والبحث والتطوير، الأمر الذي يسلط الضوء على جهودها الرامية إلى تعزيز السياحة الدولية والابتكار في السنوات الأخيرة. واحتلت سنغافورة وباريس المركزين الرابع والخامس على التوالي، فقد ارتفعت معنويات باريس عقب استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024، وظهر تأثير ذلك في قطاعي التفاعل الثقافي وإمكانية الوصول.
يسلط تقرير عام 2024 الضوء أيضًا على سمعة دبي المتميزة في التعامل مع التحديات العالمية بنجاح. حيث تمكنت الإمارة من التغلب على الرياح الاقتصادية العاتية، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة وعدم الاستقرار الجيوسياسي (تأثير الجغرافيا على السياسة)، مع استمرارها في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر والمواهب. وقد مهد تركيز دبي المتواصل على الاستدامة، من خلال مبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، الطريق لمواجهة التحديات الحضرية المستقبلية مثل تغير المناخ.
وعلاوة على ذلك، فإن المبادرات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى مثل أجندة دبي الاقتصادية (D33)، التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة خلال العقد المقبل، والخطة الحضرية الرئيسية 2040، التي توفر خارطة طريق للتنمية الحضرية المستدامة، تعرض رؤية دبي لترسيخ نفسها كأكثر مدينة تتمتع بإمكانية الوصول ومستدامة وقابلة للعيش في العالم.