سوق العقارات في دبي يستقطب المستثمرين
...سلط الارتفاع في مبيعات العقارات والمستويات القياسية للاستثمار الأجنبي الضوء على المرونة الاقتصادية في دبي في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19)
وعلى الرغم من تأثير جائحة كورونا (كوفيد-19) على الاقتصاد العالمي، ظلت سمعة دبي كواحدة من أكثر الاقتصادات مرونة في العالم، حيث استقطبت الإمارة مستويات هائلة من الاستثمار الأجنبي في عام 2020 والربع الأول من عام 2021.
انطلق سوق الاستثمار العقاري في المدينة في عام 2021 في أعقاب الاتجاه الذي بدأ في الربع الأخير من عام 2020.
وفقًا للبيانات التي قدمتها دائرة الأراضي والأملاك في دبي، فقد بلغ عدد صفقات المبيعات 11,065 بقيمة 22.07 مليار درهم (6 مليار دولار أمريكي) في الربع الرابع من عام 2020، مما يجعلها الفترة الأكثر نجاحًا للمبيعات العام الماضي.
واستمر هذا الزخم حتى عام 2021، حيث سجل سوق العقارات في دبي 3,300 صفقة مبيعات بقيمة 6.74 مليار درهم إماراتي في يناير، مسجلاً زيادة بنسبة 15.5% في الصفقات وزيادة بنسبة 37% في القيمة الإجمالية مقارنة بشهر يناير 2020.
وشهد شهر فبراير تحسنًا من جديد من حيث المبيعات وقيم الصفقات، حيث أشارت التقارير إلى إتمام 3,787 صفقة مبيعات بقيمة 7.43 مليار درهم إماراتي، بزيادة قدرها 13.8% و8.9% على التوالي مقارنة بالشهر السابق، بينما شهد شهر مارس تحسنًا مرة أخرى، حيث سجل 4,643 صفقة بقيمة 10.93 مليار درهم إماراتي.
تأتي هذه النتائج في أعقاب فترة النشاط لسوق الاستثمار العقاري قبل جائحة كورونا (كوفيد-19). وفقًا لبيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي، شهد سوق العقارات في الأشهر التسعة المنتهية في سبتمبر 2019 في دبي 31,000 صفقة شملت 23,000 مستثمر بقيمة إجمالية تجاوزت 56 مليار درهم (15.25 مليار دولار أمريكي).
زيادة نشاط سوق الاستثمار الفندقي
ثمة فرص كثيرة في قطاع الاستثمار الفندقي في دبي اجتذبت المشاريع البارزة، بما في ذلك برج سيل، أطول فندق في العالم، والذي تقوم بتطويره ذا فيرست جروب في قلب دبي مارينا، اهتمامًا كبيرًا من جانب المستثمرين الدوليين الحريصين على الاستفادة من الجاذبية العالمية الفريدة للعقار وسمعة دبي باعتبارها واحدة من أشهر الوجهات السياحية والمراكز التجارية في العالم.
فمع تصميم ناطحة السحاب التي سيبلغ ارتفاعها 365 مترًا من قبل شركة NORR المعمارية الحائزة على جوائز، من المقرر أن يضم المشروع 1,042 غرفة فندقية بما في ذلك 150 جناحًا فضلاً عن وسائل الراحة والمرافق المتميزة للنزلاء، مثل "منصة مراقبة وردهة سيل مميزة على السطح والتي تضم حمام سباحة لا متناهي مذهل وبار ومنصة مراقبة توفر مناظر بانوراميه شاملة لأفق دبي ونخلة جميرا والخليج العربي.
توافد المستثمرون الأجانب إلى دبي...
يتصدر مشروع سيل الجيل القادم من فرص الاستثمار الفندقي في دبي حيث تبدأ المدينة في تنفيذ خطتها الرئيسية الكبرى لعام 2040. في الواقع، استحوذ قطاع الفنادق والأطعمة والمشروبات في المدينة على النسبة الأكبر (40%) من قيمة 22.5 مليار درهم إماراتي من الاستثمار الأجنبي المباشر المسجل في عام 2020، وفقًا لبيانات مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار (Dubai FDI).
ومن اللافت للنظر أن دبي اجتذبت قدرًا أكبر من الاستثمار الأجنبي المباشر في العام الماضي مقارنة بعام 2019 وفي خضم جائحة تحدث مرة واحدة في القرن، والذي كان لها لولا ذلك آثارًا مدمرة على الاقتصاد العالمي.
لوضع أدائها في منظوره الصحيح، وفقًا لتقرير مرصد اتجاهات الاستثمار العالمي الذي نشره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في يناير 2021، فإن الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي شهد انهيارًا في عام 2020 حيث تراجع بنسبة 42% من قيمة 1.5 تريليون دولار أمريكي في عام 2019 إلى 860 مليار دولار.
تزامن هذا النجاح مع نمو قوي في التجارة غير النفطية في دبي في عام 2020، على الرغم من الضغوط التي خلفها الوباء. وقد زاد حجم التجارة في النصف الثاني من عام 2020 بنسبة 6% سنويًا، في حين تم تداول أكثر من 100 مليون طن من السلع في السنة المالية 2020.
وفقًا لرئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة سلطان بن سليم، فإن هذا الانتعاش يحفز الآن على زيادة النمو في عام 2021. ويضيف: قائلاً "إن استئناف التجارة مع قطر وبدء المشاركة التجارية مع إسرائيل والفوائد العرضية الإيجابية من استضافة معرض إكسبو 2020 وإطلاق الخطة الحضرية الرئيسية لدبي 2040، ستساهم جميعها في تسريع زخم النمو في الإمارة".
رؤية للمستقبل
ستحول الخطة الرئيسية لرؤية 2040، التي أعلن عنها مؤخرًا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المدينة إلى واحة خضراء حقيقية ونموذج عالمي للتنمية المستدامة والتي ستكون موطنًا لما يقرب من ستة ملايين مقيم في غضون العشرين عامًا المقبلة.
ومن المتوقع أن يتضاعف حجم المدينة نفسها تقريبًا خلال هذه الفترة مع زيادة عدد المساحات الخضراء والمناطق الترفيهية بنسبة 60% مقارنة باليوم. وفضلاً عن ذلك، ستزداد مساحة الأراضي المخصصة للفنادق وأماكن الضيافة والمعالم السياحية الجديدة بنسبة 134%، مما يعزز من مكانة دبي كمنطقة جذب عالمية للسياحة ويضعها على المسار الصحيح لتصبح الوجهة الأكثر زيارة في العالم بحلول عام 2040.
يجب أن تمنح هذه الاستثمارات الحكومية الضخمة للمستثمرين من القطاع الخاص الثقة المطلقة في أن دبي تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية الطموحة وترسيخ مكانتها كواحدة من أهم مدن العالم خلال العقدين أو الثلاثة عقود المقبلة. كما ينبغي أن توفر للمستثمرين في مجال الفنادق فرصًا وافية للاستفادة من النمو الذي تشهده المدينة بلا هوادة في السنوات المقبلة.