معرض إكسبو يحقق أرباحًا هائلةً للمستثمرين العقاريين في دبي
بدءًا من إنشاء بنية تحتية عالمية المستوى وصولاً إلى تشييد فنادق ومعالم جذب سياحية جديدة، سيستفيد إرث معرض إكسبو 2020 دبي من كل جوانب اقتصاد دبي، بما في ذلك سوق الاستثمار العقاري المزدهر في المدينة.
فقد أكدت الأبحاث الأكاديمية المعنية بتأثير المعارض السابقة على أسواق العقارات في المدن المضيفة على تحقيق ارتفاع كبير وإيجابي في أسعار العقارات وسط اهتمام كبير من قِبل المستثمرين الأجانب.
ففي عام 2005، نشر الأكاديمي البلجيكي باتريك دي غروت بحثًا يحلل تأثير المعارض على القيم العقارية المحلية منذ استضافة النسخة الأولى من المعرض الكبير في لندن عام 1851. وخلُص دي غروت في تقريره إلى ارتفاع أسعار [العقارات] مع كل نسخة من المعرض بفضل تركّز الموارد والإيرادات الوطنية في مدينة واحدة فقط... وبالنسبة للبلدان المضيفة، يمكن أن تلعب المعارض دورًا تحفيزيًا في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ومن الواضح تزايد "تأثير المعرض" في النُسخ الأخيرة التي أقيمت منذ التسعينيات.
حيث سجلت إشبيلية، في جنوب إسبانيا، ارتفاعًا بلغت نسبته 23% في أسعار العقارات خلال الأعوام الخمسة السابقة لاستضافتها معرض اكسبو الدولي في عام 1992، و15% خلال الأعوام الخمسة التي تلت المعرض.
وسجلت العاصمة البرتغالية لشبونة زيادة بلغت نسبتها 18% في قيمة العقارات خلال الأعوام الثلاثة السابقة للمعرض الذي استضافته في عام 1998 و60% خلال الأعوام الخمسة التالية، في حين شهدت هانوفر في ألمانيا، التي استضافت المعرض عام 2000، ارتفاع الأسعار بنسبة 12% قبل المعرض و40% بعده.
أما في دبي، أدت الطفرة التي شهدها قطاع الإنشاءات في إطار الاستعداد لمعرض إكسبو 2020 إلى
زيادة هائلة في أسهم العقارات خلال الأعوام الخمسة الماضية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار على نحوٍ أبطأ مقارنةً بالمدن المضيفة السابقة.
ومع ذلك، تعني مكانة دبي كمدينة عالمية ناشئة تمتعها بإمكانات أكبر من العديد من المدن المضيفة السابقة. فباستثناء مدينة شنغهاي، التي استضافت المعرض في عام 2010، كانت غالبية المدن المضيفة على مدار العشرين عامًا الماضية وجهات قديمة من "العالم القديم"، تتمتع بعدد سكان مستقر ومساكن ثابتة نسبيًا.
ومن المتوقع أن يعود المعرض بالنفع على دبي خلال العقد التالي من استضافته، حيث يزداد عدد سكان المدينة بشكلٍ مطردٍ وتستقر معدلات الإنشاءات.
من جانبها، علقت ميراي عزام فيدين، رئيس قسم الاستشارات الاستراتيجية في شركة "جونز لانغ لاسال" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقابلةٍ لها نُشرت على الموقع الإلكتروني Analysts، قائلةً، "تلتزم الحكومة بالنمو على المدى الطويل في دبي".
كما تكتمل بيئة الأعمال المرموقة [في المدينة] بشكل متزايد مع منشآت الرعاية الصحية والتعليم المتطورة وأماكن الحياة العصرية، والتي تساعد بدورها على جذب العمال المهرة وتقديم مجموعة من المواهب الفذة للشركات للاستفادة منها في الوقت الحالي.
ومن المعروف أن معرض إكسبو يلعب دورًا بارزًا في هذا الشأن. كما تلعب البيئة إلى جانب التكنولوجيا والأمن السيبراني والربط دورًا كبيرًا لتعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية رائدة.
ومما لا شك فيه، من المنتظر أن يعزز معرض إكسبو 2020 سمعة دبي باعتبارها واحدة من أكثر مدن العالم ديناميكيةً ووجهة رائدة عالميًا في قطاعات السياحة والتجارة والاستثمار.
تمتد أهداف معرض إكسبو 2020 دبي إلى ما هو أبعد من استضافة حدث ضخم مذهل يبهر العالم. حيث نضُخ استثمارات طويلة الأجل في مستقبل بلدنا من شأنها تعزيز اقتصاد الإمارات العربية المتحدة بشكلٍ كبير، مما يساعد على تحفيز النمو ودعم الوظائف لسنوات عديدة قادمة، وذلك وفق ما أورده السيد نجيب محمد العلي، المدير التنفيذي لمكتب إكسبو 2020 دبي.
واستشهد العلي بتقرير نشرته شركة الاستشارات العالمية "إرنست ويونغ" مؤخرًا، والذي يوضح أنه خلال الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2031 - منذ أن فازت الإمارات العربية المتحدة بشرف استشافة المعرض حتى عقد من الزمان بعد اختتام فعالياته - يُسهِم معرض إكسبو 2020 بمبلغ 122.6 مليار درهم (33.38 مليار دولار أمريكي) في الاقتصاد الوطني ويوفر أكثر من 900,000 فرصة عمل. وعلى مدار فعاليات المعرض التي تستمر لمدة ستة أشهر، من المتوقع أن يُسهِم معرض إكسبو 2020 بحوالي 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي للإمارات العربية المتحدة.
وأضاف العلي قائلاً، إن فرصة الإمارات العربية المتحدة للتأثير في أكبر تجمع للعقول على مستوى العالم، إلى جانب تحويل موقع معرض إكسبو بعد الحدث سيخلقان معًا " مكاسب هائلة للمعرض" تستفيد منها مجموعة من قطاعات الأعمال.
كما سيكون لمعرض إكسبو 2020 تأثير كبير على مستقبل الإمارات العربية المتحدة لسنوات قادمة. فعن طريق تحفيز السفر والسياحة ودعم التنوع الاقتصادي وترك إرث اقتصادي مستدام، من المنتظر أن يرسِّخ المعرض مكانة الإمارات العربية المتحدة كوجهة رائدة للأعمال والترفيه والاستثمار في المنطقة وخارجها.
تأثير معرض إكسبو: معدلات ارتفاع قيمة العقارات في المدن المضيفة
معرض إكسبو 1992 إشبيلية، إسبانيا
متوسط القيم قبل المعرض: +23%
متوسط القيم بعد المعرض: +15%
معرض إكسبو 1998 لشبونة، البرتغال
متوسط القيم قبل المعرض: +18%
متوسط القيم بعد المعرض: +60%
معرض إكسبو 2000 هانوفر، ألمانيا
متوسط القيم قبل المعرض: +12%
متوسط القيم بعد المعرض: +40%
معرض إكسبو 2008 سرقسطة، إسبانيا
متوسط القيم قبل المعرض: +50%
متوسط القيم بعد المعرض: -65% (تأثير الأزمة المالية العالمية)
معرض إكسبو 2015 ميلانو، إيطاليا
متوسط القيم قبل المعرض: +6.8%
متوسط القيم بعد المعرض: +14%