الوقت الأفضل للاستثمار في فنادق دبي
يُعرف قطاع الفنادق في دبي منذ فترة طويلة بأنه أحد أكثر الأسواق إثارة في العالم للمستثمرين الأذكياء، ومن المتوقع أن يرقى إلى مستوى آخر في السنوات القادمة، حيث تضخ سلطات المدينة مليارات الدولارات لتعزيز وضع المدينة لتصبح الوجهة الدولية الأكثر شعبية في العالم والنموذج الأفضل للتنمية المستدامة.
نجاح عام 2019 مؤشر لما هو قادم
قبل جائحة كوفيد-19، كانت دبي رابع أشهر وجهة سياحية في العالم. وفي عام 2019، استقبلت المدينة عددًا قياسياً قدره 16.73 مليون زائر دولي، بزيادة قدرها 5.1 في المائة مقارنة بعام 2018.[1]
ووضعت هذه النتيجة المذهلة المدينة بين الوجهات السياحية الأسرع نموًا في العالم، مع نمو أعداد الزوار التي تفوق متوسط النمو العالمي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) البالغ 3-4 في المائة.
وتم تسليط الضوء على شهرة دبي كواحدة من الوجهات الرائدة لقضاء العطلات في العالم حيث إن 75 في المائة من جميع زوار المدينة (12.54 مليون) في عام 2019 كانوا مسافرين بغرض الترفيه، في حين شكلت العائلات التي لديها أطفال نسبة 39 في المائة من إجمالي الزوار ارتفاعًا من 36 في المئة في 2018.[2]
وقد مثلت الزيادة في عدد الزائرين الوافدين دعمًا كبيرًا لأصحاب الفنادق في دبي، حيث تجاوز إجمالي عدد ليالي الغرف المشغولة التي تم الإبلاغ عنها في جميع أنحاء المدينة 32 مليونًا لأول مرة، مما يمثل تحسنًا بنسبة 6.5 في المائة عن رقم 30.13 مليون ليلة مشغولة مسجلة في عام 2018. وبلغ متوسط السعر والإيرادات اليومية للمدينة لكل غرفة متاحة 415 درهمًا إماراتيًا (113 دولارًا أمريكيًا) و 312 درهمًا إماراتيًا (85 دولارًا أمريكيًا) على التوالي.[3]
احتفظت دبي أيضًا بمكانتها كأكثر وجهة سياحية قيمة في العالم من حيث إنفاق الزوار في عام 2019، وفقًا لمؤشر المدن العالمية من MasterCard [4] . وتصدرت المدينة الترتيب الدولي للعام الرابع على التوالي، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 32.1 مليار دولار أمريكي في عام 2019، بزيادة نسبتها 4.18 في المائة عن عام 2018.
وعلى سبيل المقارنة، سجلت مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، التي احتلت المرتبة الثانية في الترتيب، معدل أنفاق للزائرين الدوليين قدره 20.09 مليار دولار، أي أقل بنسبة 38 في المائة من دبي.
توقعات الانتعاش السريع بعد كوفيد-19
على المدى القريب، من المقرر أن ينتعش قطاع الضيافة والسياحة في دبي بقوة في أعقاب جائحة كوفيد-19، حيث يبشر طرح اللقاحات في جميع أنحاء العالم بالعودة إلى الحياة الطبيعية لملايين من المسافرين من رجال الأعمال والسياح الدوليين. وحتى في فترة الجائحة، ظلت دبي مفتوحة في للأعمال التجارية، حيث استقبلت المسافرين الدوليين وحافظت على سلامتهم من خلال تطبيق بروتوكولات صارمة للصحة والسلامة في جميع الأماكن العامة ومراكز النقل والفنادق والمرافق الترفيهية. كما حصلت المدينة على ختم الموافقة من مجلس السفر والسياحة العالمي لنهجها للسلامة من جائحة كورونا، مما يجعلها من بين المدن القليلة في جميع أنحاء العالم التي تم الاعتراف بها من قبل أكبر الكيانات المعنية لجهودها في حماية الزوار.
ومن المقرر أن تسرع الأحداث الكبرى المخطط لها لعام 2021، والتي يتصدرها افتتاح معرض إكسبو 2020 دبي في أكتوبر واحتفالات اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر، من تعافي المدينة الاقتصادي بعد جائحة كورونا. حيث من المتوقع أن يجتذب إكسبو 2020، على وجه الخصوص، ملايين المسافرين الدوليين على مدار ستة أشهر، مما يولد معدلات إشغال قوية ويحقق أرباحًا غير متوقعة لأصحاب الفنادق في المدينة، وبالتالي المستثمرين الفندقيين.
وسينبهر الزوار بمليارات الدولارات من البنى التحتية الجديدة التي تم بناؤها استعدادًا للمعرض. من خدمات النقل الجديدة إلى الفنادق ومناطق الجذب للزوار، والتي ستساعد دبي على ترسيخ سمعتها كواحدة من أكثر الوجهات إثارة في العالم، مما يرفع عدد الزوار خلال العقد القادم وما بعده.
التطلع إلى عام 2040
انعكاسًا لطموح دبي في ترسيخ مكانتها كواحدة من أعظم مدن العالم ومركزًا عالميًا للابتكار والمشاريع والتجارة ، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم الإمارة ونائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، الخطة العمرانية الرئيسية دبي 2040، وهي رؤية ضخمة للتنمية الحضرية المستدامة في الإمارة.
دبي 2040، تتوقع ارتفاع عدد سكان المدينة من 3.3 مليون إلى 5.8 مليون على مدى العقدين المقبلين، وتوفر استثمارات ضخمة في التنمية المستدامة، وكذلك إنشاء محميات طبيعية وحدائق وممرات خضراء ستشكل معًا في النهاية 60 في المائة من إجمالي المساحة الجغرافية للإمارة.
وكدفعة كبيرة لقطاع السياحة في المدينة، تخطط الحكومة لزيادة إجمالي مساحة الأراضي المخصصة للفنادق ومرافق الضيافة بنسبة 134 بالمائة مقارنة بالوضع الحالي، بينما ستزيد مساحة الواجهة البحرية بما في ذلك الشواطئ العامة بنسبة تصل إلى 400 بالمائة.
وعلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حفل الإطلاق قائلاً: "تركز خططنا التنموية الإستراتيجية على خلق أفضل بيئة وبنية تحتية ممكنة لتعزيز سعادة المجتمع ورفاهيته ودعم تحقيق أكبر التطلعات الإنسانية لكل من مواطنينا وشعبنا من جميع أنحاء العالم" من الخطة الرئيسية لعام 2040.
"استلهامًا من أفضل الممارسات العالمية وبعد تكييفها مع الاحتياجات والمتطلبات المحلية، أنشأنا نموذجًا للتنمية يقدم أفضل جودة ممكنة للحياة ويهيئ الظروف لتحقيق الازدهار المستدام.
"من خلال السعي الدؤوب لرفع المعايير وتنفيذ التخطيط الاستراتيجي الدؤوب، انضممنا إلى صفوف قادة العالم في مختلف المجالات والقطاعات. مع رؤية واضحة وفهم عميق لما يتطلبه النجاح في بيئة عالمية متطورة، نواصل العمل لتشكيل مستقبل أكبر غني بالفرص ".
الخلاصة
على الرغم من التحديات التي فرضها فيروس كوفيد -19 على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، فإن قطاع الاستثمار الفندقي في دبي في وضع مثالي للنمو طويل الأجل، وذلك بفضل نقاط القوة المتأصلة في المدينة، والروح التعاونية للقطاعين الحكومي والخاص، ومرونة صناعة السياحة التي أثبتت جدارتها.
وتعتبر دبي رابع أكثر المدن زيارةً في العالم في عام 2019، وهي صاحبة مكانة كمركز عالمي للسياحة والتجارة ومعترف بها كعاصمة للأعمال في المنطقة. من الطيران إلى الاستثمار والسياحة والتجارة، تعززت سمعتها بقربها الجغرافي من أكبر الأسواق في العالم، على مسافة أربع ساعات طيران من سكان منطقة يزيد عددهم عن ملياري نسمة.
ولا تزال عروضها السياحية المتنوعة - التي تمتد من المنتجعات المذهلة على شاطئ البحر إلى المغامرات الصحراوية والمعالم الثقافية والمتنزهات الترفيهية ومراكز التسوق الضخمة وكل شيء بينهما - تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وستوفر خطط التوسع الهائلة الموضحة في الخطة الرئيسية لدبي 2040 التي تم إطلاقها مؤخرًا دفعة قوية لمكانة المدينة كوجهة سياحية عالمية. وهذا بدوره سيعود بالفائدة على نمو قطاع الفنادق، مما يوفر فرصًا جديدة ومثيرة للمستثمرين للاستفادة من تطوره.
[1] المصدر: سياحة دبي
[2] تقرير الزوار السنوي لدائرة السياحة والتسويق التجاري لعام 2019
[3] تقرير الزوار السنوي لدائرة السياحة والتسويق التجاري لعام 2019
[4] مؤشر ماستركارد للمدن العالمية 2020