الإمارات العربية المتحدة تُصبح المركز العالمي الرئيسي لهجرة الثروات
وفقًا لتقرير هينلي للمهاجرين ذوي الثروات الخاصة لعام 2024، يُتوقع أن تستقطب دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام عدداً قياسياً يبلغ 6,700 فرد ذو ثروة صافية عالية (High-Net-Worth Individuals - HNWIs) ليجعلوا من الإمارات موطنهم الجديد.
تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة الوجهات المفضلة للمليونيرات المهاجرين، وفقًا لآخر نسخة من تقرير هينلي حول هجرة الثروات الخاصة، والذي نُشر في يونيو.
إذ يَستخدم التقرير بيانات من شركة New World Wealth (معلومات الثروة العالمية)، ويسلط الضوء على استمرار هيمنة الإمارات في جذب الأفراد ذوي الثروات الصافية العالية (HNWIs)، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز جذب للثروات العالمية.
الإمارات العربية المتحدة: مركز هجرة الثروات
للعام الثالث على التوالي، من المقرر أن تتصدر الإمارات العربية المتحدة العالم في صافي تدفقات المليونيرات الوافدين، حيث يُتوقع أن يقوم عدد قياسي يبلغ 6,700 فردًا ذا ثروة صافية عالية بجعل الإمارات موطنهم الجديد بحلول نهاية عام 2024.
ويتعزز هذا الرقم بشكل ملحوظ من خلال التدفقات الكبيرة القادمة من المملكة المتحدة وأوروبا، مما يعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة كملاذ آمن رئيسي للأثرياء.
وفقًا لشركة هينلي وشركاه، فإن جاذبية الإمارات العربية المتحدة تكمن في إعفائها التام من ضريبة الدخل وبرنامج الفيزا الذهبية، بالإضافة إلى نمط الحياة الفاخر والموقع الجغرافي الاستراتيجي، مما يجعلها وجهة جذابة للمليونيرات من مناطق متنوعة، بما في ذلك الهند والشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا.
اتجاهات الثروة العالمية: رؤى رئيسية لعام 2024
يتوقع تقرير هذا العام أن يشهد انتقال عدد غير مسبوق يبلغ 128,000 مليونير عالمي إلى مكان آخر خلال عام 2024، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 120,000 والذي تم تسجيله في عام 2023، ويعكس هذا التوجه توترات جيوسياسية أوسع وعدم يقين اقتصادي واضطرابات اجتماعية، مما يدفع المليونيرات إلى البحث عن بيئات أكثر أمانًا واستقرارًا.
وتظل الصين أكبر دولة خاسرة في صافي عدد أصحاب الثروات المالية الكبيرة المهاجرة، حيث يُتوقع مغادرة 15,200 فرد ذو ثروة صافية عالية خلال عام 2024، أي بما يتجاوز عدد المغادرين عام 2023 والذي بلغ 13,800 فرد، وتأتي المملكة المتحدة في المرتبة الثانية بخسارة صافية متوقعة قدرها 9,500 فرد مليونير، وهو أكثر من ضعف عدد المغادرين الذين بلغ عددهم 4,200 مليونير العام الماضي. وبالرغم من أن الهند تشهد انخفاضًا في نزوح ثرواتها، إلا أنها تحتل المرتبة الثالثة حيث يُتوقع مغادرة 4,300 مليونير خارج البلاد.
تشمل التحركات البارزة الأخرى كوريا الجنوبية، التي تتوقع فقدان 1,200 مليونير، وروسيا، حيث يتباطأ تدفق خروج الأفراد ذوي الثروات الصافية العالية، إذ من المتوقع أن ينتقل 1,000 فرد فقط هذا العام مقارنة بـ 2,800 في عام 2023. تسلط هذه الاتجاهات الضوء على الديناميكيات المتغيرة لتوزيع الثروة العالمية، مع ظهور الإمارات العربية المتحدة كوجهة مفضلة للمليونيرات المهاجرين.
الميزة الاستراتيجية للإمارات العربية المتحدة
إن قدرة الإمارات العربية المتحدة على جذب عدد من المليونيرات بما يقارب ضعف أقرب منافسيها، الولايات المتحدة - التي من المتوقع أن تشهد تدفقًا صافيًا قدره 3,800 مليونير - يؤكد جاذبيتها الفريدة. وتقدم الإمارات العربية المتحدة مزيجًا قويًا من الاستقرار الاقتصادي واللوائح التجارية الملائمة للأعمال، فضلًا عن جودة حياة عالية، مما يجعلها وجهة مثالية للأفراد الأثرياء الذين يسعون إلى الأمن وفرص النمو.
استكمالًا لسمعة دولة الإمارات العربية المتحدة المرموقة عالميًا، نجد أن شركة هينلي وشركاه قد ضمت الإمارات إلى قائمتها المرموقة التي تضم ثماني "دول ملاذ آمن" إلى جانب كل من أستراليا وسويسرا وسنغافورة ونيوزيلندا ومالطا وموناكو وموريشيوس. تصف الشركة المجموعة النخبة بأنها "دول ذات سيادة تتمتع بمستويات عالية من السلامة والأمن التي تظل بمعزل إلى حد كبير عن المشاكل السياسية والاقتصادية العالمية" والتي حققت "نموًا قويًا للمليونيرات بنسبة 35% أو أكثر على مدى العقد الماضي".
يسلط دومينيك فولك، رئيس قسم العملاء الخاصين في شركة هينلي وشركاه، الضوء على الآثار الأوسع المترتبة على تداعيات هذا التوجه قائلًا: "في الوقت الذي يصارع فيه العالم عاصفةً كاملة من التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية، يتخذ المليونيرات خطوات جذرية معبرين عن آرائهم بهجرتهم وبأعداد قياسية. إذ تُعتبر هذه الهجرة الكبيرة لأصحاب الملايين مؤشرًا رئيسيًا، وعلامةً على تحول عميق في المشهد العالمي والتحركات التاريخية للثروة والسلطة."
تدفق الثروة يعزز اقتصاد الإمارات
يُحقق انتقال أصحاب الثروات الكبيرة إلى الإمارات العربية المتحدة فوائد كبيرة على اقتصاد الدولة، بما في ذلك زيادة إيرادات النقد الأجنبي وإمكانية خلق فرص عمل من خلال المشاريع التجارية الجديدة. وفقًا لأندرو أمويلز، رئيس قسم الأبحاث في شركة New World Wealth، يُشكل رواد الأعمال ومؤسسو الشركات حوالي 20% من المليونيرات المهاجرين، وهي نسبة ترتفع إلى أكثر من 60% بالنسبة لأصحاب المئات والمليارات.
يُتوقع أن يُعزز هذا التدفق للأفراد الأثرياء الاقتصاد المحلي أيضًا من خلال الاستثمارات في العقارات والسلع الفاخرة والخدمات، مما يعزز بشكل أكبر مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للثروة.
يُسلط تقرير هينلي لهجرة الثروات الخاصة الضوء على قدرة دولة الإمارات العربية المتحدة الفريدة على جذب واحتضان الأفراد ذوي الثروات الصافية العالية، وذلك بفضل سياساتها الاقتصادية التقدمية وموقعها الاستراتيجي وجودة الحياة المرتفعة التي توفرها. وفي الوقت الذي يمر فيه العالم بمرحلة من عدم اليقين، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كمنارة للاستقرار والازدهار، ولا تزال تستقطب أصحاب الثروات الكبيرة من جميع أنحاء العالم إلى أراضيها.
لقراءة التقرير الكامل لهينلي حول هجرة الثروات الخاصة لعام 2024، يمكنكم زيارة الرابط التالي هنا.