آفاق جديدة
زيادة الاستثمارات من الأسواق الناشئة في العالم يعيد تشكيل قطاع العقارات في دبي
برهن سوق العقارات في دبي منذ فترة طويلة على أنه محور جذب للعرب والأوروبيين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في مجال العائدات المربحة المتوفرة. ومع ذلك، فمع استمرار نمو سمعة المدينة كمركز عالمي للتجارة والسياحة، تُعد جاذبيتها للمستثمرين الدوليين من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.
فقد شهدت الصفقات العقارية التي تشمل مستثمرين من الأسواق الناشئة في إفريقيا وآسيا ارتفاعًا، وذلك وفقًا لبيانات صادرة عن دائرة الأراضي والأملاك في دبي (DLD).
من أصل 69,000 صفقة عقارية سُجِّلت خلال عام 2017 بقيمة إجمالية بلغت 77.6 مليار دولار أمريكي (مقارنةً بـ 41,776 صفقة بقيمة 70 مليار دولار خلال عام 2016)، استأثر الأجانب بأكثر من 15 مليار دولار أمريكي من هذا المبلغ.
كما استأثر المستثمرون الخليجيون بأكثر من عشرة مليارات دولار من خلال عمليات شراء العقارات، تلاهم المستثمرون الهنود باستثمارات بلغت 4.24 مليار دولار، والسعوديون بقيمة 1.9 مليار دولار، والبريطانيون بقيمة 1.6 مليار دولار.
ومع ذلك، ضمت الجنسيات البارزة في المراكز العشرة الأولى الباكستانيين الذين استأثروا بما يقرب من 1.4 مليار دولار من الاستثمارات، إلى جانب الصينيين والكنديين والمصريين والأردنيين.
كما كان المواطنون الصينيون رابع أكبر مصدر للاستثمار في قطاع العقارات في دبي خلال النصف الأول من عام 2017، وذلك وفقًا لمؤسسة "نايت فرانك"، في حين تجاوز إجمالي قيمة الصفقات العقارية التي شملت المستثمرين الصينيين خلال الأشهر الثمانية عشر حتى يونيو 2017 3 مليارات درهم إماراتي (816 مليون دولار)، وذلك وفقًا لبيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي.
وللحفاظ على هذا الزخم خلال عام 2019 وما بعده، نظمت دائرة الأراضي والأملاك في دبي مؤخرًا معرض دبي العقاري في شنغهاي، مما يثير إعجاب المستثمرين المحتملين في المدينة الصينية.
وسيزور المعرض العقاري لندن ومومباي وموسكو في وقتٍ لاحق من هذا العام. وخلال فعاليات العام الماضي، حيث زار المعرض هذه المدن الأربع أيضًا، حقق صفقات عقارية زادت قيمتها على 800 مليون دولار، وذلك وفقًا لبيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي.
كما تخطط دائرة الأراضي والأملاك في دبي لتنظيم سلسلة من ورش الاستثمار العقاري والمبادرات الأخرى في مدن عبر أنحاء إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط خلال النصف الثاني من عام 2018.
من جانبه، صرَّح سعادة سلطان بطي بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك بدبي، قائلاً، حققت شراكاتنا المحلية والإقليمية العديد من النتائج الإيجابية لأنها سمحت لنا بالتفاعل المباشر مع المستثمرين الباحثين عن خيارات استثمار مثالية.
وأضاف سيادته قائلاً، لقد اكتسبت دبي سمعة طيبة بين المستثمرين والمشترين العقاريين في العالم، ونعتقد أنه من واجبنا تزويدهم بصورة واضحة لمدينتنا وحيث يتجه قطاع العقارات لدينا.
هذا وترتفع القيمة الإجمالية للاستثمارات من أفريقيا في قطاع العقارات في دبي بسرعة أيضًا. ووفقًا للبيانات التي قدمتها شركة جلوبال كابيتال بارتنرز، فإن قيمة الاستثمارات الخاصة والمؤسسية الإفريقية في سوق العقارات في دبي قد ارتفعت بنسبة 300 بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية. وأشارت الشركة إلى عوائد الإيجار القوية في دبي والتي تزيد على ستة بالمائة، والتي تجاوزت عائدات العقارات الأفريقية، كعامل أساسي في هذا النمو، إلى جانب الأنظمة العقارية الصارمة في الإمارة والاستقرار السياسي مقارنةً بالعديد من الأسواق الأفريقية.
من ناحيةٍ أخرى، تحتل دبي المرتبة الأولى بين المدن الأكثر ملاءمة للعيش على مستوى العالم، حيث صُنِفت كأفضل مدينة في منطقة الشرق الأوسط من حيث جودة الحياة من قبل وحدة الاستخبارات الاقتصادية وميرسر على التوالي خلال عام 2017.
ووفقًا لشركة جونز لانغ لاسال المعنية بتحليلات السوق، يمكن أن تُعزى شعبية دبي المتنامية بين مجموعة جديدة من المستثمرين الدوليين إلى حقيقة أنها تمتلك "منصات بنية تحتية عالية الجودة واقتصاد ذا قيمة مرتفعة للزائرين.
كما توضح الشركة أن الجهود التي تبذلها حكومة دبي من أجل "تحسين الشفافية" في قطاع العقارات في المدينة منحت الأجانب ثقة في أمن استثماراتهم على المدى الطويل. وفي عام 2016، صنفت الشركة دبي باعتبارها سوق العقارات الأكثر شفافية في منطقة الشرق الأوسط.